ماذا لو تحولت الإنترنت إلى مفهوم البرامج كخدمات SaaS؟

هناك العديد من الأسئلة المطروحة حول إيجابيات وسلبيات مفهوم "البرامج كخدمات Software as a Service"، والمعروف بالاختصار الإنجليزي SaaS (ساس) . فكما تثير هذه الحروف الأربعة الاهتمام لدى البعض، فهي أيضاً تثير الخوف لدى البعض الآخر، وذلك في الوقت الذي ربما يتاح فيه هذا المفهوم للاستخدام، ليُحدث تغييراً جذرياً في عالم المعلوماتية.

من السهل أن نتحدث عن مفهوم "البرامج كخدمات (ساس) أو "الحوسبة السحابية cloud computing"، وهو المفهوم الذي ربما يهز كيان عالم تكنولوجيا المعلومات، تماماً كما حدث منذ سنوات مع ظهور شبكة الإنترنت. إذ أن هذا المفهوم يهدف، بشكل تقريبي، إلى إتاحة البرامج الأكثر رواجاً لدى مستخدمي الحاسوب (برامج معالجة النصوص، الصور، إدارة المشروعات، العملاء، المحتويات، وسائل عقد المؤتمرات عن بعد، برامج الرسائل القصيرة، الخ.) مجاناً أو مقابل أجر، عن طريق شبكة الإنترنت. ونتيجة استخدام هذه البرامج المتاحة على شبكة الويب هي تخزين البيانات المنتجة بواسطتها في مراكز للبيانات datacenters بعيدة، عادةً ما تكون متصلة بموفري هذه الخدمات البرامجية. وهكذا، ستلغي خدمات "ساس" ارتباط مستخدمي الحاسوب بأجهزتهم، لأنها تتيح لهم التعامل مع بياناتهم في أي مكان، وبواسطة أي جهاز حاسوب، شريطة أن يكون هذا الجهاز متصلاً بشبكة الإنترنت. هذا، وأصبحت بعض هذه البرامج الخدمية متاحة للتعامل معها دون الحاجة إلى الاتصال بشبكة الإنترنت!

إلا أن استخدام نظام "البرامج كخدمات SaaS" يثير المخاوف بشأنه، إذ تكثر التساؤلات حول طول مدة توفير هذه الخدمات ، كما تزداد الشكوك حول أمان تخزين البيانات على خوادم متواجدة على شبكة الويب، وحول إمكانية الحفاظ على سرية هذه البيانات. وهي شكوك واتهامات لا يؤيدها السيد "جييوم بلوين"، المسئول عن المراقبة التكنولوجية والتحديث لدى مؤسسة SQLI. فيرى هذا الرجل صاحب مدونة "[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وكتاب - نشر في بداية عام 2009، عن مفهومي "ساس" و"الحوسبة السحابية"، أن عمل مراكز البيانات الضخمة وبنيتها لا يتأثران بالمقارنة مع المعايير الغالبة على المشروعات الصغيرة والمتوسطة. أما بالنسبة لاختفاء أحد عناصر السوق، فيبدو أن هذا أمر صعب التحقق، "ولن يتم بين ليلة وضحاها. وعلى سبيل الذكر، استعاد عملاء شركات استضافة المواقع، التي تأثرت بظهور شبكة الإنترنت، بياناتهم." ويرى هذا الخبير، أننا عشية "تحول كبير" في مجال المعلوماتية والتي تتجه إلى مفهوم "ساس". فهناك العشرات من الشركات الفرنسية الكبيرة، والتي تضم ما بين 30 و50 ألف موظف، تقوم حالياً بتجارب رائدة فيما يتعلق ببعض التطبيقات وستتحول بنهاية العام الحالي إلى نظام "جوجل آبس Google Apps". وبالتأكيد، ستلاحظ الشركات الأصغر حجماً هذا الأمر وستحذو حذو هذه الشركات الضخمة، مع الأخذ في الاعتبار، كم التوفير الذي ستحققه فيما يتعلق بميزانياتها المعلوماتية. ويؤكد السيد "ماثيو فافيز"، خبير الويب بمؤسسة "بي-سبيريت b-spirit"، قائلاً:"لن تكون هناك حاجة إلى التراخيص المدفوعة، أو الكثير من البنى التحتية، وربما تصبح الحاجة إلى مناصب العمل أقل."

وأيا كان الجدل المثار حول هذا المفهوم، فـ "التغير الكبير" في مجال المعلوماتية، قادم بلا شك، وتكفي ما تقوم به حالياً بعض الشركات الكبرى في مجال صناعة البرامج، بطرحها مجموعات من خدمات البرامج التي تعمل بمبدأ "ساس Saas". ويقول "جييوم بلوين"، في حماس شديد :"تحمل هذه التطبيقات الجديدة شيئاً جديداً للمستخدمين". وهو حماس يتضح من خلاله "التناقض الشديد" الذي تعيشه كبرى شركات المعلومات مثل "آي بي إم IBM" و "مايكروسوفت Microsoft".

بقلم "لوك جاكار"